في سنة 1988ويوم عيد الأضحى المبارك ذهبت أنا والمختار إلى اللواء منصورا لتهنئته بالعيد فقال لي المختار : سنبحث له عن موضوع تمديد المياه لقرية الهلاليه فقلت له : إن لم يبحث عن الماء للقرية فلا نبتدأ بالبحث لأن ذهابنا إليه يكون باسم التهنئة بالعيد.
زرنا اللواء وعندما أردنا توديعه سأل المختارَ : كيف صارت قصة الماء بالهلاليه فرجعت إليه وقلت :قصة ماء الهلالية مثل قصة بعير العرب
فقال : وكيف ؟ فقلت : يقال إن جملاً كان محملاً بالماء في الصحراء ومات من العطش ، وكذلك قرية الهلاليه ماء جميع أهل البلد من الهلاليه ولكنها تمعرب عطشاً .
أو هي كقصة العربي الذي من العطش كاد أن يموت ، وقبيل موته كتب على الرمل :
يا ليتني قبل منيتي ظفرت يوماً بمنيتي
نهراً تلاطمَ ركبتي فأظلّ أملأ قربتي
كذلك أهل الهلاليه يكادون يموتون عطشاً فقال : كيف يمكن إيصال الماء إلى كل بيت مع أنها بنيت بغير رخصة من الحكومة ، فقلت : فلتوصل الحكومة الماء إلى أهل الرخص فقط ، مع أن القرية تحسب من البلدة إلى خمس وعشرين سنة، فصار أهل القرية كصبي بلغ عشر سنوات وكان لا يمشي ولا يقوم من محله فيعد صغيراً .
فقرية الهلاليه منذ خمس وعشرين سنة يؤخذ منه مصارف البلدة ، ثم يقال عنها أنها ليست من البلدة ، ولا توصل الماء إليها فابتسم، وكان الحاضرون كثيرين فاهتم بإيصال الماء إلى القرية .